أنحن صادقون في حزننا ؟

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته ..

من منا لم يتوفى له قريب ؟

أو ابتعد عنه حبيب ؟

كل منا جرب ذلك الشعور المرير ..

والدموع الساخنة ..

وألم الفراق ..

وهذه سنة الحياة ..

فلقد قال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم ( يا محمد عش ما شئت فإنك ميت ، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعلم أن شرف المؤمن في قيام الليل ، عزه استغناؤه عن الناس )

هذه هي وصية جبريل عليه السلام ..

بل وكيف لا يموت أحبابنا وقد مات سيد الأولين والآخرين بأبي هو وأمي صلى الله عليه وآله وسلم ..

فكانت الطامة الكبرى والمصيبة التي ما بعدها مصيبة ..

بعد أن نواري أحبابنا الثرى ..

وحينها لا ينفع بكاء حبيب ..

ولا علاج طبيب ..

يوم تنقطع الأسباب ..

وحيل بيننا وبين الأهل والأحباب ..

ثم جرينا خطانا نسمعها لحبيبنا الذي دفناه بأيدينا ..

نذهب إلى مقر العزاء ..

يأتي المعزون ..

وعلى وجوههم علامات الحزن وينطقون بكلمات المواساة ..

ولكن .....

ما إن يخرجوا من عندنا حتى عاد كل منهم إلى حياته ..

فأقام فلان موعد زفافه في موعده ولم يخره دقيقة واحدة لأجل حادثة الوفاة تلك ..

وفلان أتم حفلة نجاحه ووجهه كله إشراقة وفرحة مع العلم أنه للتو قد خرج من العزاء محمرّ الأنف دامع العينين ..

ومعلموا تلك المدرسة ومديرها قد أقام المسابقة الثقافية في نفس اليوم الذي أذاع فيه خبر وفاة والد أحد طلبتهم ببالغ احزن والأسى أنحن صادقون في حزننا ؟ 00015

(( أبنائي الطلاب لقد توفي والد أخيكم وزميلكم ........ قبل يومين فرحمه الله رحمة واسعة وعليكم بعزاء زميلكم وأخيكم ..{ والطالب تترقرق عيناه بالدموع من أجل تلك الكلمات } والمدير يتابع : ( والآن مع المسابقة الثقافية والله الله نبي مشاركة حارة يا شباب ))

فتبدلت دموع الطالب الحزينة إلى دموع قهر وغبن !!!

ألهذه الدرجة قد بلغ الخداع والكذب حتى نال المشاعر؟

هل يجب أن نتبع مبدأ الحيأولى من الميت في كل لحظة ؟

لو كان المتوفى والد المدير لأقام عزاء لمدة شهر كامل فلماذا لا يحدث مع الطالب لو بعض أيام حتى ترتاح نفسه !!!

أو على الأقل ليس في اليوم ذاته أو بعد يوم أو يومين ..

لماذا نجد فلانا في العزاء يتخذ مقعده ومن ثم يتبادل الحديث والضحكات مع الذي بجانبه ..

ثم إذا أراد المغادرة رسم علامات الحزن مرة أخرى وقال ( أحسن الله عزاءكم ) أنحن صادقون في حزننا ؟ 00015

أسئلة كثيرة حارت وحارت ولم تجد لها جوابا ..

وأفكار دارت هنا وهناك وكل مرة أبتسم في سخرية مريرة مما نراه اليوم..

عدم الصدق حتى في مشاعر الحزن ..

لكم أحبتي في الله مطلق الحرية في إبادء آرائكم كما تشاءون بدون تقيد أو غيره ..

رحم الله والدي وأسكنه فردوسه الأعلى من الجنة ..

ورحم الله جميع أموات المسلمين ..

تسلم أخوي عالموضوع الحلو